السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يكثر الحديث في هذه الآونة عن التراث والمعالم التراثية، حتى أصبح البعض يطلق اسم التراث على أماكن وشوارع لا تستوفي المواصفات والشروط المطلوبة لتدخل ضمن دائرة التراث·
وفي هذا المقال نلقي الضوء على التراث: تعريفه، مراتب مفهومه اللغوي، مجالاته، العملية التراثية واطلاق الاسم على بعض الأماكن، وصولاً إلى فلسفة التراث·
ما هو التراث؟
- التراث هو تراكم خبرة الإنسان في حواره مع الطبيعة، وحوار الإنسان مع الطبيعة يعني التجربة المتبادلة بين الإنسان ومحيطه، وهذا المحيط الذي يضم حتى الإنسان الآخر فرداً كان أم جماعة·
التراث يعني كل مفهوم تاريخية الإنسان في تجارب ماضية، ويعيشه في حاضره، ويمهد من خلاله لمستقبله· أما التراث الحضاري، فهو وثيقة تاريخية وفنية، وجزء من التراث السياسي والروحي والرمزي، وهي حقيقة ثقافية·
ما هي أهم مراتب المفهوم اللغوي للتراث؟
- أهمها: المعرفة والثقافة·
المعرفة: وهي التعلم المتاح·
الثقافة: هي التعلم الإرادي·
مجالات التراث
ما هي مجالات التراث الحضاري؟
- المحيط البيئي·
-المبنى أو الصرح ذاته·
- الأثاث والمنقولات الداخلية والخارية·
ما هي العوامل الإيجابية المؤثرة على التراث الحضاري؟
1- التاريخ: يظهر في التراث الحضاري كبيئة معايشة لعصور مضت، تعطي أسلوب حياة ومتطلباتها من أدوات المعيشة والحركة والتفكير، وهو ما يسمى بالتاريخ الإجتماعي، والتاريخ قد يعرف بفترة زمنية معينة أو هو أسلوب معين لظروف معينة لوقت معين، ولذلك فللمكان التاريخي رسالة تاريخية·
2- منهج التصميم الفني: يحتوي التراث الحضاري عادة على روائع فنية قادرة على البقاء عند حمايتها، ويعتبر مقياساً تعليمياً ومرشداً معمارياً وفنياً وتخطيطياً واجتماعياً·
3- منهج الإرتباطات: هذا الإرتباط ينقسم إلى ارتباط الأشخاص وتآلفهم وتعاطفهم بحياة المشاهير والأجداد، أو الأحداث أو المكان الذي يعطي شعور الإنتماء، ويعطي صوراً اجتماعية عاشت، ويحافظ عليها كذكريات وهو ما يسمى بعدم قطع الجذور، ففي تعبير روماني: التراث روح المكان كانت معتقدات اللاتينية القدماء تعتمد على "أن هناك روحاً لكل الموجودات المستقلة تهب هذه الروح الحياة للناس والأماكن والأشياء"·
ما هي العملية التراثية؟
- إن العملية التراثية تتجلى في صورة فعل ورد فعل، بين الإنسان والطبيعة، ويمكن ان نميز فيه رد الفعل الواعي ورد الفعل اللاواعي·
ولا بد لنا أن تتطرق إلى موضوع التقاليد، لأنها درجة من درجات العملية التراثية، والدي الحقيقي هو ذلك الذي يستطيع أن يجعل من هذه التقاليد محركاً للتطور·
لا بد أن نطلق عنواناً يجب أن يعيد مفاهيمنا للتراث بعض المعالم التراثية بين التخلف والحضارة· إن التراث ليس كتيباً أو مركزاً تجارياً، بل أن وراءه ماضياً، وفي هذا الماضي روح للمكان وأشخاص، وطرائف عمل، وانماط سلوك، وأساليب تفكير، فهل علينا، احتراماً للتراث أن نمجّد التراس·
- إن التراث في أدنى الدرجات، يشبه الصورة المركبة التي يتحدثون عنها في علم النفس· وهكذا فان التراث، بتراكمه يطلعنا على سماتنا المشتركة وخصائصنا العامة، ويصور لنا شخصيتنا، ويبرز لنا هويتنا، أو يوضح لنا فضائلنا وعيوبنا، فما أسهل أن نصلح من أمر أنفسنا وننقي مخاطر عيوبنا، ونقيس ما عندنا بالنسبة لما عند الآخرين· ولكن علينا في ذلك، أن نخضع تراثنا لنا، لا أن نخضع نحن له، وأن نستمد منه أكبر فائدة ممكنة· ولا أظن أن في وسعنا أن نستفيد منه، إن لم ننظر إليه بكل احترام·
اقرأ المزيد : التراث.........؟؟؟
http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=6850#ixzz1JCrq1syB